.ExternalClass .EC_hmmessage P
{padding:0px;}
.ExternalClass body.EC_hmmessage
{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
في غرفتي جلست أفكر كعادتي, أفكر في ذلك العالم المتناقض بمفاهيمه, اللامتناهي في معانيه, الغامض في شخصيته,وما زلت
استرسل في الافكار التي طالما اعتبرتها صديقة لي تؤنس وحدتي وتسليني في تلك الحجرة المظلمة, رغم كل تلك المصابيح
المضيئة بها, حتي احتضنني الخيال كعادتي , وسلمت رأسي وعيها لبحار الأحلام , وتجسدت الرؤيا الضائعة والمدفونة بداخلي
في مخلوق يتكلم
أضاء نور الغرفة فجأة,,لم يحدث هذا منذ زمن بعيد
رغم انه لطالما حاول الكثير إضاءة ذلك المصباح مرارا وتكرارا, ولكن الظلام في الغرفة يتبدد بطريقة افتقدتها منذ زمن بعيد, نعم
انني اشعر بشئ غريب, ويكأنني احيا من جديد, ذلك الشعور الذي اعيشه بمجرد اضاءة المصباح لم يكن لمجرد إضاءة الغرفة,
بل انه يمثل كل شئ يحيا بعد ان مات بداخلي , ويذكرني بالاشياء التي لاطالما اعتقدت انني نسيتها,,,,ولكن هل ذلك الشعور
يرتبط فعلا بما في اعماق ذكرياتي؟ (اعني من أوقد ذلك المصباح الان)؟
كل ذلك مر مرورا سريعا في خاطري بينما كنت أدير وجهي الي الركن الاخر من غرفتي حيث توجد مفاتيح المصباح, فوقعت
عيني علي ذلك الوجه المالوف لي.,,,,,,,,,,,,,,,.
هدي:أبــــــــــــــي هل انت أبي؟
الاب:نعم يا هدي انا ابـــــــــوك
هدي:كيف حالك لقد اشتقت اليك كثيرا؟
الاب:انا بخير طالما انت بخير يا بنيتي
هدي: اين انت طوال تلك السنين ولماذا بعدت هكذا عني؟
الاب: انني معك طوال الوقت يا حبيبتي ولكنك لا تريدين رؤيتي
هدي: من قال هذا, توقف يا ابي , انني اتوق واشتاق لرؤياك في كل ثانية يلقي بها عمري في بحر الماضي؟
الاب: حقا؟ ولكنك لا تلقي لي بالا عندما تمتد يدي اليك لاربت علي ظهرك وتنسد اذناك عندما اتكلم معك , وترفضي ارائي
عندما اريد ان انصحك فكيف تشتاقين الي إذا؟
هدي: توقف أرجوك إنك ميت كيف تفعل كل هذا وانت لست معي؟؟؟؟اسفة يا ابي جدا لم أقصد ان اقول هذا
الاب: من حكم علي بالموت انت؟,,,,(انني معك طوال الوقت),,,الست انا من كان سببا في ان تخرجي للحياة؟,,,الست انا من
عانيت وترقبت ولادتك أثناء حمل أمك لك؟,,,,,الست انا اول من حملك بعد ولادتك؟,,,,,,ألست انا من أذن في أذناك ليجعل
الاذان أول ما ياتي بخاطرك؟,,,,,,,الست انا من سعد طار من الفرح عندما سميتك ؟,,,,الست انا من شكرت الله سبحانه وتعالي
واعتبرتك (هبة الله) التي منَ بها علي؟,,,,,الست انا من ذهب بك الي الطبيب عندما كنت مريضة في صغرك؟,,,,الست انا من
كنت احضنك في لأدفئك في الليالي الباردة؟,,,,الست انا من حامي عليك ليمنع اشعة الشمس عنك في اوقات الحر؟,,,,,الست انا
أول من سمعتي كلامه دون ان تنطقي ورايت وجهه قبل ان تدركي وألفتي رؤياه قبل ان تدركي معني الحب؟,,,,الست انا من كنت
تزحفين له عندما كنت أدخل من باب الشقة؟ ,,,الست انا من علمك المشي؟,,,,,الست انا من علمك الكلام؟,,,,,,الست انا من
جعلك تخرجين الي العالم وتري الحدائق والناس من حولك؟,,,,الست انا من عاش معك وصحبك في بدايات عمرك حتي
نضجت؟,,,,,الست انا من عاش مع أمك التي ربتك؟,,,,,الست انا من عاش في ذلك البيت التي تشهد كل بقعة منه أثرا او قصة
عني؟,,,,,,الست انا من كان حضنك عندما احتجتيني,,وملجا لك عندما اشتدت الدنيا من حولك,,,,ودفئا لك عندما اشتدت البرودة
من حولك,,,,وظلالك عندما كادت الشمس ان تحرقك بشعاعها,,,,,وأملك الذي حاولت أن تسلبه منك ذراع اليأس مرات
عديدة؟؟؟؟؟الست انا من وجدتيه عندما اردتي ان تبدي وتحكي مابداخلك؟,,,,,الست انا من كان بجانبك طوال
الوقت؟,,,,,الست انا من حاول قدر الامكان ان يعلمك لكي يقدمك انسانة مفيدة للمجتمع؟,,,,,الست انا من علمك الصلاة واركان
الاسلام حتي نجعل من الجنة مكانا نلتقي فيه للأبد حيث فوز المؤمنين؟,,,,,الست انا من حذرك من الشيطان ووكره وخداعه
حتي لا يصحبك بعيدة عني الي جهنم مع اتباعه في اسفل سافلين؟,,,,,,ألست انا من سهر الليالي وعمل الايام والشهور والسنين
لكي يكفل لك حياة كريمة؟,,,,,,,,,الست انا من علمك ان تختاري ما بين طريق الخير والشر؟ والهدي والضلال؟والنافع
والضار؟ ,,,,,وبين الصديق الجيد من السئ؟,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,الست انت من كنت الانسانة الوحيدة التي
ابوح لها باسراري واشتكي لها من أمراضي ومشاكلي؟الست انت اخر من رأت وجهي وسمعت نداء روحي لها عندما حكم ربي
ان يأتي قدري ويدفن جسدي؟؟؟؟
فلماذا تنكرين كل ذلك؟؟؟؟؟ألا تنظري حولك؟؟؟؟الاتريني في أمك؟؟؟؟؟ألا تريني في بيتك؟؟؟؟؟؟ألا تريني في
اخوتك؟؟؟؟الاتريني في أعمامك وأقاربك؟؟؟؟؟ألا تريني في اصدقائك؟؟؟؟الا تريني في غرفتك دائما؟؟؟؟
,,,,,,,,,,,,,,(ألا تريني في نفسك يا من وهبني الله إياك لكي أحيا في جسدك؟),,,,,,,,,,,,,,,,,
ارجوك لا تحكمي علي بالموت مرة ثانية وأنظري حولك جيدا فأنا موجود دائما مــــــــعــــــــك
هدي: (تبكي بشدة): اسفة يا أبي,,,سامحني , والله لم أقصد ذلك علي الاطلاق
الاب:كفي دموعا يا ابنتي , ولا تدمي قلبي,,,ولكن ادعي لي بالرحمة وأكثرب من أفعال الخير لي وكوني مثالا طيبا لمن حولك,,
وأبري امك,,,وساعدي الناس حولك,,,,,,وفكري في الجنة معادنا ان شاء الله,,,,,,,واجعلي من نفسك خيرا حتي تستطيع روحي
ان تسكن بداخلك في سلام,,,,,,,وعيشي واهنئي حياة سعيدة,,,,,,,ولا تبقي وحيدة مرة أخري,,,,وشاركي الاخرين برؤياك
وارائك فإنما تتكلمين بصوتي وتعبرين عما بداخلي عندما تفعلين ذلك,,,,,,وحافظي علي الصلاة دائما,,,,فان روحي تحب ان تلقي
ربها في أوقات الصلاة عبر جسدك,,,,,,ودعي المصباح مضيئا بداخلك......................................
هدي: حسنا يا ابي أعدك بانني سأفعل,,,,,ولكن عدني با تكون معي دائما,,,,,أتسمعني يا ابي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(هدي) : نعم أسمعك يا بنيتي فانني بداخلك يا عزيزتي ومعك دائما
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه,,,,,,أحس بأيدك الناعمة وحضنك الدافي يا ابي
ألام:هيا قومي يا ابنتي فقد حان وقت صلاة الفجر
هدي: (تنظر حولها جيدا وهي بين أحضان أمها) حسنا يا أمي لقد اشتقت اليك كثيرا يا حبيبتي
تحضن أمها جيدة وتقرر ان تكون من اليوم (هبة الله) لنفسها ولأمها ولأخواتها ولأصدقائها ولدينها ولوطنها وفوق كل
شئ,,,,,,,,,,(لأبـــيــهـــا)
(إهـــــــــــــــــــــــداء)
أهدي تلك القصة إلي صديقة عزيزة,,,,لم تخاطبني الا مشاعرها ولم تتقرب لي الابروحها ولم تكلمني الا انها رات انني رسالة
أراد والدها ان أكون حاملها
اللهم اشفي مرضنا