اقتباس من كتاب طوق الحمامة
:
الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهدبين والأئمة الراشدين كثير، منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية الدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله ابنة أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غَزلان أم بنيه عثمان والقاسم والمُطرف معلوم، والحاكم المستنصر وافتتانه بصبح أم هاشم المؤيد بالله رضي الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين وإنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغي الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل.
التوضيح
:
ابن حزم رايه فى الحب انه اوله هزل واخره جد يقصد انه فى الاول بيبقى الموضوع مجرد تجربه جديده على الانسان ولكن عواقبها بتكون مصيريه فى حياته
وبيقول ان محدش بيعرف يعنى ايه حب الا اما بيجربه وبيعانى منه
وبيقول انه مش ممنوع شرعا ولا منكر
وبيستشهد بان العديد من الائمة والخلفاء حبوا
زى المظفر ابن عبد الملك واخرين مثله
وبعد كده بيشرح ماهيه الحب او بيوصف يعنى ايه الحب
بيقول ان الناس اختلفوا فى وصفه وبيقول رايه انه اتصال بين النفوس المقسومه فى الخليقة يعنى اتصال بين رجل وانثى وفى بقيه المخلوقات بردو فى حب بس يكون من نفس النوع
وبيقول ان التنافر بين المتشابهات امر طبيعى والتجاذب فى المختلفات امر طبيعى بردو عشان كده الراجل بينجذب للانثى
وان كل ده معروف بالفطرة فى حياه الانسان
والله عز وجل يقول: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها)، فجعل علة السكون أنها منه. ولو كان علة الحب حسن الصورة الجسدية لوجب ألا يستحسن الأنقص من الصورة
وبيقول ابن حزم ان الشكل مش عامل اساسى فى الحب وبيستشهد بالمنطق
اللى بيخلى واحد يفضل واحدة مش جميله على واحدة جميله والعكس صحيح
بيقول ان المحبه انواع وافضلها محبه الناس لبعض فى الله يعنى تلاقى حد بيحبك حبا فى الله
ولذلك بنسمع احيانا كلمه انى احبك فى الله
وبيقول ان انواع الحب كلها ممكن تنتهى بانتهاء سببها ولكن الحب بين رجل وامرأة ويقصد بيه العش مبينتهيش الا بالموت لان سببه مش معروف
وما هو الا احساس بيجمع الاتنين وبيخليهم ميرضوش بغير بعضهم بديل
وبيستشهد بان حتى الناس الكبار والعجائز والى مش بيفتكروا اى حاجة ممكن لو كلمتهم عن شريك حياتهم او حبيبهم يفتكروه ويفتكروا الكتير عنه ويرتاحوا بذكره
ايضا بيضرب مثل بالحديد والمغناطيس
وبيقول ان الحب القوى جدا هو اللى بيجذب الطرفين لبعض وانه لو مكانش فى شعور من الاساس مش هيبقى فى حب وبيقول انك مش هتقدر تجذب الحديد لان قوه الجذب ضعيفه جدا بعكس المغناطيس نفسه اللى بيقدر يجذب الحديد بسهوله
يعنى يقصد ان لازم يكون فى مشاعر قويه جدا عشان تخليك تحب الانسان اللى قصادك وتتمناه شريك حياتك وبيقول ان مش اى اتنين ممكن يحبوا بعض
وبيستشهد بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)،
وقول مروى عن أحد الصالحين: أرواح المؤمنين تتعارف. ولهذا ما اغتم أبقراط حين وصف له رجل من أهل النقصان يحبه، فقيل له في ذلك، فقال: ما أحبني إلا وقد وافقته في بعض أخلاقه
وبيستشهد بقصة افلاطون ان بعض الملوك سجنه ظلم
وقعد افلاطون يدافع عن نفسه لحد ما اظهر براءته
فسئل الوزير الملك وقاله ان افلاطون اثبت برأته ليه مش عاوز تخرجه
قاله انا فى حاجةفى نفسى من نحيته منعانى انى افرج عنه
فحاول افلاطون يكون فيه صفه من صفات الملك وهى العدل وميزها فيه
بعدها اطلقه الملك
وبيقول ان الحب مش شرط يكون بالشكل وحسن المظهر
ولكن لو فى حاجة متشابها فى النفوس دى بتبقى كفيله انها تخلى الاتنين يتحابوا وبيقول ان الحب اللى بيكون عشان الشكل وبس بيبقى مجرد حب شهوة مش حب شامل
ولكنه بعترف ان الشكل له عامل مؤثر جدا فى التواصل بين الانفس
وبيقول ان الكره والبغض بردو بيكون بدون سبب زيه زى الحب بيكون بدون سبب
وبيقول ان الحب داء ولكن صاحبه مش بيبقى عاوز يفوق منه ابدا وعلاجه مبادله الحب من الطرف التانى
ده كان شرح الجزء الاول من الكتاب