رشا ẪĎμϊή
عدد الرسائل : 202 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: إدارة الوقت في الإسلام الأحد أبريل 19, 2009 4:18 am | |
| قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد حتى يسأل عن اربع.. وذكر منها (عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه) رواه الترمذي.
ومن كلمات الحسن البصري : " ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق(الله): يا بن أدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة "
هذه الكلمات دفعتني للتأمل في حياتي، كيف أقضي يومي، كم من وقت أضيعه فيما لا يفيد، كيف سأجاوب عندما أُسأل عن هذا العمر الذي يذهب دون اضافة شئ للاسلام. لذلك قررت أبحث أكثر عن أهمية الوقت وكيف نستغله في ما يفيدنا ويزيد حسناتنا وما هي الوسائل التي تعيننا على إدارة الوقت أفضل التي ذكرت في آيات الله وأحاديث النبي(ص) و كلام الصالحين وأئمة الدين.
قيمة الوقت في الإسلام:
1.قسم الله تبارك وتعالى بالوقت: فعندما يقسم الله بشئ فهو بالطبع عظيم، فقد أقسم الله بنفسه تبارك وتعالى وبحياة النبي(ص) وبيوم القيامة وقسم الله ببعض الأزمنة وبالوقت يدل على عظمة قيمة الوقت في الإسلام مثل قول الله تبارك وتعالى: "وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2}"..." وَالْعَصْرِ" وغيرها الكثير من الأيات.
2.وقد ارتبطت العبادات بمواعيد ومواقيت محددة ، مما يرفع من أهمية الوقت في حياة المسلم ويشير إلى أهمية تنظيم الوقت والمحافظة على المواعيد، وعلى رأس تلك العبادات: الصلوات الخمس، التي قال الله فيهن: [إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا]. أي " مفروضة لوقت بعينه".
3.ورحم الله الحسن البصري حين قال: يا ابن ادم، إنما انت ايام مجموعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك. فتفكيرك بهذه الطريقة يجعلك تستغل كل دقيقة في حياتك في عمل مفيد.
4.ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).
حدد هدفك:
من أكثر الأشياء التي تُضيع الوقت هو عدم تحديد الفرد لهدفه في الحياة، فهو لا يعلم ماذا يريد أن يكون بعد 10 أو 20 سنة، لا يخطط لحياته فلذلك لا يجد ما يفعله في يومه من أجل تحقيق هدف معين. ويصور القرآن الكريم الفرق بين من يحدد هدفه ومن لا يحدده تصويرا جميلا إذ يقول المولى عز وجل: "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"..فتأمل معي شخص هدفه الأكبر أن يصبح قدوة للمسلمين ويخدم الإسلام ويقسّم هذا لأهداف صغيرة؛ فهو يجتهد في دراسته ليصبح على علم جيد ويعمل في وظيفة عالية يفيد بها الناس ويأخذ نية في أن يتزوج من أجل إنشاء أسرة صالحة تعين على الخير وتتقرب من الله ومن أهدافه أن يصلح حال المسلمين فهو يشارك في أنشطة خيرية ويتصدق بماله ويقرأ كتب كثيرة في مجالات الدين ليقرب الناس إلى الله ويتعلم ويقرأ في مجالات أخرى مثل التنمية البشرية لينمي مهارته ويعلّمها للناس لكي يستفيدوا، وهكذا... وشخص آخر لا يخطط لحياته فهو يأكل ويشرب ويكبر ويتزوج ويعمل ويموت دون هدف محدد يريد أن يحققه "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" فتحديد هدفك أول خطوة لاستغلال وقتك جيدا.
أمور تساعدك على تنظيم وقتك هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك.
وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.
الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.
اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.
الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط.
ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.
اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك. | |
|