رشا ẪĎμϊή
عدد الرسائل : 202 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: رحلة إلى الدار الآخرة الإثنين أبريل 27, 2009 4:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الرحلة الأخيرة قال تعالى : -
{ويوم تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلاً (25) الملك يومئذٍ الحق للرحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا (26) ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً (28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً (29)} [الفرقان]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين أخي في الله أختي في الله : أحييكم بتحية أهل الجنة ، جعلنا الله وإياكم من أهلها وبارك في عمركم وشبابكم ومد في أجلكم على طاعته سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :- لعلكم أن تسمحوا لي بجزء من وقتكم لكي تتعرفون على رحلة ليست كالرحلات ، وسفر ليس كالأسفار … إنها : الرحلة الأخيرة أخي العزيز أختي العزيزة : في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات البعيدة أما راكبًا السفن التي تعبر به عباب البحار العميقة و الأمواج المتلاطمة ، أو راكبا الطائرات بين السماء والأرض التي تقطع به القارات البعيدة أو راكبا السيارات التي تسير به من بلد إلى أخر ومن مدينة إلى أخرى والمسافر بعد ما ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وموطنه طالت المدة أو قصرت فهذه حال الدنيا وحال المسافرين أما رحلتنا هذه فليست إلى أمريكا أو أوروبا أو أدغال أفريقيا وليست رحلة إلى باريس أو جنيف أو لندن أو إلى باقي بلاد الدنيا إنها رحلة تختلف ، لأن السفر فيها طويل والزاد فيها قليل ، والبحر فيها عميق فعلى ربان السفينة أن يحكمها ويقدر لهذا السفر قدره هل تعلمون ما هذه الرحلة ؟ إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية … رحلة لا رجعة فيها فقد تبدأ الرحلة هذه الليلة ؟؟ … وقد تكون غدا أو بعد غد … فسبحان من يعلم وحده متى تكون قال تعالى : {كل نفس ذائقة الموت} (185)[آل عمران] وتبدأ هذه الرحلة عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض روحك وأنت في هذه الحياة الدنيا قد انشغلت وغفلت عن الموت وسكراته ، وغصصه ، وكرباته ، وشدة نزعه حتى قيل : إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ونشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ، لأن ألم الضرب بالسيف أو النشر أو غيرهما إنما يؤلم لتعلقه بالروح فكيف إذا كان المجذوب المنتزع هو الروح نفسها ألا تعلمون : أنه ينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ، ينزلون بالبشرى من الله سبحانه وتعالى – للعبد المؤمن فبماذا يبشرونه : قال تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (31)} [فصلت] انهم يبشرونه بروح وريحان ورب كريم غير غضبان ثم يجيء ملك الموت – عليه السلام – حتى يجلس عند رأس العبد المؤمن فيقول : أيتها النفس الطيبة (وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها (وفي رواية : حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) فتخيل و تخيلي فرحتك وسرورك وسعادتك … نسأل الله الكريم من فضله … وأما العبد الكافر ، وفي رواية : الفاجر تنزل ملائكة من السماء غلاظ شداد ، سود الوجوه معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر ثم يجي ملك الموت فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض حديث صحيح ، رواه جمع من الأئمة وقد ذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في رسالته أحكام الجنائز ص (202) أيها الاخ الكريم أيتها الأخت الفاضلة يا من تتقلبون في نعم الله – عز وجل – آناء الليل وأطراف النهار .. وماذا بعد ذلك ؟؟ إلى أين ؟؟؟ أين نهاية الرحلة ؟؟؟ إلى بيت الوحدة ، بيت الظلمة ، بيت الوحشة بيت الدود ، بيت الغربة إلي القبر !! ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن إنه أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار أخواني وأخواتي قفوا وتأملوا الله يرحمني وإياكم : عن هاني مولى عثمان بن عفان – رضي الله عنه قال :- ( كان عثمان إذا وقف على قبر بكى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "القبر أول منازل الآخرة ، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ، فما بعده أشد منه " إسناده صحيح رواه الإمام أحمد أخواني وأخواتي : هل تخيلتم القبر ؟ هل تخيلتوا عندما توضعون في قبوركم لوحدك وترد لك الروح ويأتيك ملكان شديدًا الانتهار ، فينهرانك ويجلسانك فيقولان لك : من ربك ؟ ما دينك ؟ وما تقول وما تقولين في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ نسأل الله الثبات في ذلك الموقف العظيم .. فإذا كنت من أهل الخير ثبتك الله – سبحانه وتعالى وفتح لك بابًا إلى الجنة فيأتيك من روحها وطيبها ويفسح لك في قبرك مد بصرك وإذا كنت خلاف ذلك فرش لك من النار وفتح لك باب إلى النار فيأتيك من حرها وسمومها ، ويضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك ، ثم يقيض لك أعمى ، أصم ، أبكم في يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابًا ، فيضربك ضربة حتى تصيري ترابًا ، ثم يعيدك الله كما كنت ، فيضربك ضربة أخرى فتصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين (الجن والإنس) ثم يفتح لك باب من النار ، وتمهد من فرش النار فتقول : رب لا تقم الساعة نعوذ بالله من عذاب القبر ، وظلمته ووحشته وغربته ، هذه حالة أهل البرزخ ، حالة أهل القبور حالة من تتلى عليه آيات الله فيصر مستكبرًا كأن لم يسمعها . ألا ليت شعري كيف بك في أول ليلة في القبر … الله المستعان . أخي العزيز أختي العزيزه أرأيتم كيف تخلى عنكم كل شيء في هذه الحياة الدنيا أين أبوك ؟ أين أمك ؟ أين زوجك ؟ أين زوجتك أين أخوك ؟ أين أخيك ؟ أين زميلك ؟ أين زميلاتك؟ أين صديقك وجلوسائك ؟ أين صديقاتك وجليساتك ؟ أين مالك ؟ أين جاهك وسلطانك ؟ أين خروجك في التلفاز او في اللأسواق وفتن الرجال او النساء قال تعالى إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ((إن الأسواق هي أبغض البقاع إلى الله , والشيطان ينصب رايته فيها وهي مواطن الفتن)) أين من كان يغشونكم ويظللونكم هل وقفوا معكم ام تخلوا عنكم أين أين أين ؟ أرأيتم الجميع قد تخلى عنكم وأصبحتم رهينة أعمالكم في قبوركم قال تعالى {كل نفس بما كسبت رهينة (38)} [المدثر] أين الدنيا بأسرها ؟ أين الدنيا وأهلها ؟ يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل القيامة قال تعالى : {ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلى ربهم ينسلون (51)} [يس] قال تعالى : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً (111)} [طه] . أخي الغالي أختاه الغاليه : هذا اليوم طالما غفلنا عنه في هذه الحياة الدنيا فقليلاً ما نذكره ، وإذا ذكرناه لا ترق لهوله القلوب ولا تدمع لطوله وأجله العيون ، جفت الدموع وقست القلوب وما ذاك إلا بسبب الغفلة وطول الأمل واستحقار الذنوب فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني قفوا يا أخواني وأخواتي وتدبروا هذه الآيات التي والله إنها لتقرع القلوب قرعًا : تدبروا هذه الآيات التي تقطع القلب قال تعالى : {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً (25) الملك يومئذٍ الحق للرحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا (26) ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً (28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً (29)} [الفرقان]
هذا والله اعلم أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يحسن لي ولكم ولجميع المسلمين اسأله عز وجل باسمه العظيم الأعظم أن يحسن لي ولكم جميعا الخاتمه إن ربي ارحم الرحمين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
| |
|