(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد )).
قال ابن الجوزي - رحمه الله :
كأنك بالعمر قد انقرض , وهجم عليك المرض , وفات كل مراد وغرض , واذا بالتلف قد عرض أخاذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )
شخص البصر وسكن الصوت , ولم يمكن التدارك للفوت , ونزل بك ملك الموت فسامت الروح وحاذى :
( لقد كنت في غفلة من هذا )
بلغت الروح الى التراقي , ولم تعرف الراقي من الساقي ولم تدر عند الرحيل ما تلاقي , عياذا بالله عياذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )
ثم درجوك في الكفن وحملوك الى بيت العفن , على العيب القبيح والأفن , واذا الحبيب من التراب قد حفن
وصرت في القبر جذاذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )
وتسربت عنك الاقارب تسرى , تقد في مالك وتقرى , وغاية امرهم ان تجري دموعهم رذاذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )
قفلوا الاقفال وبضعوا البضاعة , ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك الى ان تقوم الساعة , لا تجد
وزرا ولا معاذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )
ثم قمت من قبرك فقيرا , لا تملك من المال نقيرا , اصبحت بالذنوب عقيرا ,فلو قدمت من الخير حقيرا
صار ملجأ وملاذا
( لقد كنت في غفلة من هذا )