يعتقد كثير من الأزواج الذين يتعاملون مع زوجاتهم بالشدة وعدم اللين، أنهم بذلك يثبتون شخصياتهم، وبالتالي يطوعون المرأة لما يريدون، فلا تخالفهم في رأي ولا تزعجهم بمعارضة. وقد أخطأ هؤلاء وفشل الكثير منهم فشلا ذريعاً، فوصل الأمر ببعضهم إلى الطلاق، وهدمت بسبب ذلك أسر كثيرة، والسبب هو عدم إحسان الرجل فهم المرأة وكيفية التعامل معها.
إن المدخل الصحيح لنجاح الحياة الزوجية هو فهم المرأة وطبيعة أنوثتها، وبالتالي معرفة أفضل الطرق للتعامل معها. وليس هناك من شك في أن من يتعامل مع المرأة من منطلق إشعارها بالحنان قد نجح في فهمها، واستطاع أن يخرج منها أفضل صفاتها، وهو بهذا سينعم بكل ما تستطيع أن تعطيه المرأة من اهتمام ورعاية وحسن معاملة، وطواعية مبنية على الحب والوفاق وليس على الخوف والرعب وفرق كبير بينهما.
إن المرأة بطبيعتها رقيقة جياشة العاطفة، ولذا فهي تحب من يسمع لها ويشعر بها، فالمرأة حينما تبكي وتتألم تريد أن تشعر بأن هناك من يحس بألمها ويتأثر بها، ويهتم لأمرها. إنها عندما تشعر بالضيق والاكتئاب، تريد أن تجد من يستمع إليها بصدق وبكل جوارحه. إنها تريد أن تشعر من خلال نظرات زوجها بأنه يفهمها بدون أن تتكلم، ويحس بها دون أن تتأوه ويبين لها رغبته في حل مشاكلها، حتى وإن لم ينجح في ذلك وهذا هو الحنان.
وإذا لم تجد الزوجة هذه الصفة متوفرة في زوجها فإنها لن تحاول لفت نظره من البداية لهذا الاحتياج لديها أو طرحه بشكل موضوعي، وأن ما تريده وتتمناه هو أن يشعر هو بهذا الاحتياج بدون أن تتفوه بكلمة. وللمرأة آليات كثيرة في لفت نظر الرجل إلى مشاكلها أو طريقة معاملته لها، فإذا لم تنجح كل وسائلها فإن طريقهما سيكون شائكاً وقد تتصاعد الخلافات الزوجية إلى أن تصل إلى الطلاق.
وإن لم يفهم الزوج هذه الرسالة التي تقول ببساطة: "إني أحتاج لاهتمامك وتغيير طريقة تعاملك"، يكون قد وضع أول حجر في تدهور العلاقة الزوجية، وسوف تمر الأيام وتتصاعد المشاكل وتصبح بمرور الزمن عقبات كبيرة يصعب تجاوزها كما يصعب حلها.
إن من الخطأ العظيم أن يعامل الزوج زوجته بقسوة، لأنه بذلك يخالف فطرتها وطبيعة تكوينها، والله جل وعلا قد فطر النساء على صفات ومميزات تخالف الرجال لحكم كثيرة، وإذا لم يدرك الرجل هذه الحكم، فإنه يفقد السكن والمودة التي هي من أعظم الفوائد المرجوة من النكاح. وكذلك إن لم يعد النظر في طريقة تعامله مع زوجته فسوف يكون هو المسؤول عن انهيار الأسرة انهياراً كاملاً.