عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (أصل العفاف القناعة، وثمرتها قلّة الأحزان).
طبعاً الكف عن كل ما يسيء إلى سمعة الإنسان ويؤدي به إلى الهلاك أمر في غاية الأهمية ونتائجه باهرة وفي تعيينها يقول الإمام علي (عليه السلام) الرضا بالكفاف يؤدي إلى العفاف.
فالإنسان ذو الهمة العالية هو من يبحث عن القناعة رغم صعوبتها ويرضاها رغم مشاقها ولا يبالي بالآلام التي تحتل جسمه أو نفسه، ولا يشكو ولا يتذمر، ويتناول ما حوله طبيعياً بروح متفائلة غير جزعة، وإذا تحمس لا تخسره حماسته صدق النظر، ولا تكشف صفاء ذهنه ولا تحمله على المجازفة بعقله وإنسانيته، ولذا يظل محباً لذويه وأبناء جنسه مفعماً بالإنصاف وحسن التقدير مترفعاً عن المسكنة والتفاهة، مُسهماً في الأعمال الإنسانية والتعاونية والشؤون الحضارية، مطالباً بترقية المجتمع والسعي بحرية إليها.
وجلّ سبحانه من قائل (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
فأي شعور يحس به من عقل الخبر، وأية راحة تعتري من ألقى السمع وهو شهيد وما أجمل النتائج التي يحصلها القانع من العزّ في الدنيا والآخرة والرضا بما في اليد والعزوف عمّا في أيدي الناس حفظاً لماء الوجه وللكرامة. ومن صلاح النفس فعن الإمام علي (عليه السلام) (أعون شيء على صلاح النفس القناعة) ومن يسر الحساب يوم القيامة.
إضافة إلى الراحة لأن القناعة أهنأ عيش، مع قلة الأحزان.
والقناعة صفة تصدق على أغلب الصفات الإنسانية ومنها العفة في المرأة، إذ المرأة العفيفة هي المرأة الخيّرة التي تصون عرضها وشرفها وتقنع بما هي عليه.
والذي أتعب الناس في هذا العصر هو الحرص الأعمى والجري وراء الدنيا بلهث شديد فترى الحريص مع امتلاكه الكثير تراه في تعب وضجر ولا يرضى أبداً بل ربما قاده حرصه وطمعه إلى أن يفقد ما بين يديه.
فصدق من قال: القناعة كنز لا يفنى.
م
ن
ق
و
ل