رشا ẪĎμϊή
عدد الرسائل : 202 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: هل أصبحت العفة شبهة يخجل منها الرجل الأحد مايو 31, 2009 2:33 am | |
| العفة هى معنى الترفع عن شيء تتمناه أو تحتاجه أو تشتهيه، لكن قيمك الأخلاقية ومثلك وطبيعتك الشخصية قد تدفعك لمثل هذا الترفع والامتناع وتشمل العفة مجالات متعددة في حياتنا الاجتماعية فهناك تعفف المحتاج للمال، وهناك التعفف عن الجاه والسلطان، وهناك التعفف بالمعنى الجنسي.. وهو أكثر المعاني ارتباطا بالعفة في أذهان الناس.إلا أنه في زمن بات يتبجح فيه الكثيرون بمغامراتهم الجنسية ويبالغون في تصوير بطولاتهم العاطفية، وفتوحاتهم المظفرة في الفراش.. يبدو انه لم يعد لمفهوم العفة لدى الرجل قيمة أو احتراما.. بالنسبة لكثير من الفئات في مجتمعنا.
صار الرجل العفيف، الذي يتسامى على شهوته، ويترفع عن شهوانيته، رجلا مثيرا للدهشة ومشكوكا في أمره، وقد يصل الأمر لدرجة اتهامه إما بالشذوذ أو البرود الجنسي في أحسن الأحوال. من المؤسف حقا، أنه حتى كثير من الرجال الذين يؤمنون بقيم العفة الجنسية والوفاء الزوجي، باتوا يترددون أحيانا في الدفاع عن هذه القيم أمام الملأ، حتى لا يصبحوا موضع سخرية، وبات بعضهم الآخر يخجلون من أن يعلنوا إيمانهم بشجاعة حين يجلسون في مجالس رجالية مغلقة، أو يحاولون أن يوحوا – كي يظهروا بالمظهر الذي يحب الآخرون أن يظهروا به- أن لهم مغامرات ولا أبو زيد الهلالي لكنهم لا يودون الحديث عنها بمناسبة ومن دون مناسبة.
عفة الرجل لا تقل أهمية عن عفة المرأة. عفة الرجل لا تقلل من رجولته إن كان يعيها حقا. عفة الرجل هي دلالة واضحة على قوة شخصيته وقدرته على التحكم بغرائزه.. لا تحكم غرائزه بقراراته وسلوكياته ولهذا كله.. فمن الضروري أن نعيد الاعتبار لمفهوم العفة لدى الرجل، ليس استنادا لقيم دينية وإسلامية تحتم علينا هذا فقط، بل أيضا استنادا لضرورات اجتماعية، تقوي صدق الرجل مع ذاته ومع أسرته، وتجعله لا يخجل من قول ما يمارسه أولا، ولا يمارس ما يخجل به ثانيا، وتلك هي أعلى درجات القوة والتماسك والرجولة بالتأكيد .
مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فرزقها الله برسول وهو عيسى عليه السلام ـ ورزقها في الدنيا الرزق الواسع الوفير.. وفي الآخرة هي من أهل الجنة...
وقبل ذلك كله...علينا أن نضع نصب أعيننا...أن العفة هي الطريق إلى رضا الله و إلى الجنة...
نحن بكل تأكيد نتفق على كل ما ذُكر.. لكن يبقى الآن هذا التساؤل......"هل التعفف للنساء فقط؟؟؟"
إذا كان الإجابة بلا.....
*فلماذا لم يعد لعفاف الرجل أي قيمة أو احترام؟ *لماذا نجد شباب المسلمين على الشوارع والطرقات وقد كثرت معاكستهم للفتيات ولم يعد يخشون شيئا وكأن الأمر ليس فيه أية مشكلة..؟؟ *لماذا نسمع الكثير من الزوجات يشتكين من نظرات أزواجهن الزائغة سواء كان ذللك من خلال التلفاز أو من خلال الخروج للأماكن التي تكثر فيها النساء سواء كانت الأسواق أو غيرها..؟؟ *لماذا نهتم كثيرا بعذرية المراة ولا أحد يتكلم عن عذرية الرجل ؟ *أين الرجال الذين أعينهم لاتفارق الأرض عفة وتورعاً من أن تقع على محرم..؟ *ولماذا أصبح الرجل العفيف الذي يترفع عن الرذائل مثيراً للدهشة ومشكوكاً في أمره؟؟ *لماذا يُعتقد أن كل رجل له تجارب غير مشروعة قبل الزواج؟؟ *بل لماذا يُعتقد أن كل رجل يخون زوجته؟؟
والأدهى والأمر أن هذا الأمر أصبح معتاداً في مجتمعاتنا...فالمفهوم الشائع أن عفة الرجل هي شبهة يخجل منها الرجل ويتجنبها حتى لا يتهم بالغباء وقلة الثقافة وفقر التجربة.
مع أن الخطاب القرآني كان للطرفين... {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور:30] {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:31]
ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [المعارج:29].... والآية تعني طهارة النفس والجماعة.. فالإسلام يريد مجتمعًا طاهرًا نظيفًا تلبى فيه كل دوافع الفطرة ولكن بغير فوضى ترفع الحياء الجميل..مجتمعًا يقوم على البيت العلني والعلاقات النظيفة.. الصريحة طويلة الأمد..واضحة الأهداف..مجتمعًا يعرف فيه كل طفل أباه ولا يخجل من مولده.... ليكون الجزاء في الآخرة: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج:35].
والشرع لم يعامل أحد الطرفين باختلاف عن الطرف الآخر... فالحد هو الحد... والجزاء هو الجزاء.. والثوب هو الثواب.. { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}[النساء:124] { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97] {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر:40]
فهذه تذكرة.. للجميع لطلب العفة والتمنع عن الحرام .. فالعفة هي الحشمة.. وهي خلق كريم تزين صاحبها.. بها يحفظ الايمان ..ويستقيم المرء ..ويستعصم عن الاثم وسخط رب العالمين ويحفظ صحته من الامراض... فالانسان العفيف هو العاقل القادر على التحكم بكل ميوله وغرائزه..والذي لا يقبل باشباعها الا بما يرضي الله..هو انسان صابر نزيه يترفع عن الوقوع في رذائل الامور..ويتسامي على شهوته..وهو يتصف بخلق نادر لا يقدر عليه إلا قوي الايمان .
اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم آميييييييين منقولل
| |
|